سورة النساء - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النساء)


        


الأمر بفنون العقوبات لهم على فعل ذلك أبلغ شيءٍ في الردع والمنع منه بالرفع، لعلّ العبد يحذر ذلك فلا يستحق التعذيب الأعظم.


لا استغفار مع الإصرار: فإن التوبة مع غير إقراعِ سِمَةٌ الكذَّابين.
وقوله: {السُّوءَ بِجَهَالَةٍ}: يعني عَمِلَ عَمِلَ الجُهّال.
وذنب كل أحدٍ يليق بحاله، فالخواص ذنوبهم حسبانهم أنهم بطاعاتهم يستوجبون محلاً وكرامة، وهذا وَهَنٌ في المكانة؛ إذ لا وسيلة إليه إلا به.
قوله: {ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ}: على لسان أهل العلم: قبل الموت، وعلى لسان المعاملة: قبل أن تتعود النفس ذلك فيصير لها عادة، قال قائلهم:
قلتُ للنَّفْسِ إنْ أردتِ رجوعاً *** فارجعي قبل أَنْ يُسدَّ الطريقُ


يعني إذا كُشِف الغطاءُ وصارت المعارف ضرورية أُغْلِقَ بابُ التوبة؛ فإن مِنْ شرط التكليف أن يكون الإيمان غيبياً. ثم إن في هذه الطريقة إذا عُرِفَ بالخيانة لا يشم بعده حقيقة الصدق. قال داود- عليه السلام- في آخر بكائه لما قال الله تعالى لِمَ تبكي يا داود، وقد غفرت لك وأرضيت خصمك وقبلت توبتك؟
فقال: إلهي، الوقت الذي كان بي رُدَّه إليَّ.
فقال: هيهات يا داود، ذاك وُدٌّ قد مضى!!
وفي معناه أنشدوا:
فَخَلِّ سبيلَ العين بعدك للبكا *** فليس لأيام الصفاءِ رجوعُ

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9